الأحد، فبراير 07، 2010

من ورا الخمار

اسندت رأسها على كتفها نظرت لها نظرة حانية و تنهدت و مدت يدها تبحث عن يدها ... تتحسها ترسم عليها بأصابعها قلوبا دافئة و سلما موسيقيا تقترب من أذنها لا يفصلهما إلا خمارهما الذي يخفى كل شيء إلا وجوهين ملائكيين و قد صبغهما العشق بحمرة من فورته ... تهمس من وراء الخمار "بحبك" فترتسم إبتسامة على شفتيها و تتثاقل جفونها كانها الخمر قد أسكرتهما فيغمضا لبرهة ....
تعرفتا في الجامعة في مسجد الجامعة كانت كلتهما تذهب بإنتظام لأداء الفروض و إنضمتا للإسلاميين بالجامعة كلهما انشاط و همة ....مطيعات بشدة لاوامر الأخوة من الجماعة مهمتهما أن يقوما بهداية البنات للحجاب
كل أسبوع في الجامعة بتقف هي و هي ورا منضدة خشبية عليها كل كتب الحجاب توزعان كانت ديما تقولها "إنتي أختي في الله واحبك في الله " و ترد و "إنتي كمان" كانوا بيقربوا من بعض كل يوم يذكروا مع بعض و يناموا مع بعض و يرواحو الجامعة من سكن الطالبات مع بعض لحد لما جت الأجازة و كل واحدة رجعت على بلدها كانوا بيتكلموا في التليفون كل يوم زي العشاق كل ساعة و كل دقيقة كانت كأنها الغربة لكلتيهما مرت أشهر الصيف ثقيلة و كانت عودتهما للعام الدراسي الجديد و عودتهما معا كعودة المياة تسقى زهرة كادت تموت عطشا إلتقتا في غرفة واحدة و فراش واحد لم يصدقا نفسيهما و هما ينصهران من الشوق و يتحولان من جسدين إلى جسد واحد لم تدريا و لم تدركا و كأن تفكيرهما قد شل و غابت عقولهم كان من هو أقوى من العقل قد إجتحاهما بشدة
و في عربية السيدات بالمترو جلستا متلاصقتان و اسندت رأسها على كتفها نظرت لها نظرة حانية و تنهدت و مدت يدها تبحث عن يدها تتلمس الدفء فيها ... تتحسها ترسم عليها بأصابعها قلوبا دافئة و سلما موسيقيا تقترب من أذنها لا يفصلهما إلا خمارهما ... تهمس من وراء الخمار "بحبك" فترتسم إبتسامة على شفتيها و تتثاقل جفونها كانها الخمر قد أسكرتهما فيغمضا لبرهة و ترد "بحبك أوي"...و الدنيا مليانة ناس و ألف عين لكنهما لا تران إلا بعضهما